Ayatullah Haajj Sayyid Ali Khamenei

Ayatullah Haajj Sayyid Ali Khamenei

Ayatullah Haajj Sayyid Ali Khamenei

Ayatullah Haajj Sayyid Ali Khamenei

السیرة

السیرة  

السیرة



http://www.leader.ir/langs/ar/index.php?p=bio



وُلد سماحة آیة الله العظمى السید علی الخامنئی عام 1939م فی مدینة مشهد المقدسة فی کنف أسرة اشتهرت بالعلم والاجتهاد. والده المرحوم آیة الله الحاج السید جواد الخامنئی (قدّس سره) أحد العلماء الزاهدین فی تلک المدینة، وقد نهل خلال دراسته الحوزویة من علوم أساتذة وعلماء عظام من أمثال السید أبو الحسن الاصفهانی والمیرزا النائینی والحاج آقا حسین قمّی والمرحوم آقا زاهد خراسانی.

کانت حیاة السید القائد تجسیداً حیاً للقیم الحوزویة، وقد جبلت أسرته منذ البدایة على المعانی الحقیقیة للزهد والقناعة فأضحت جزءاً منها، وهکذا نشأ قائد الثورة وسط أسرة تعیش الحیاة البسیطة لکنها أسرة دینیة ومنجبة لعلماء الدین. فی سن الرابعة من عمره تعلّم فی الکتّاب مع شقیقه الأکبر، ثم أتمّ دراسته الإبتدائیة فی مدرسة «دار التعلیم الدینی».

بعد إتمامه الدراسة الإبتدائیة دخل مدرسة «سلیمان خان» ثم مدرسة «نواب» لتلقی دروس آداب اللغة العربیة والمنطق والفقه والأصول والفلسفة وذلک على ید أشهر المدرسین والعلماء فی مدینة مشهد فی تلک الفترة من أمثال المرحوم الحاج الشیخ هاشم قزوینی والمرحوم الحاج میرزا جواد آقا طهرانی والمرحوم الحاج میرزا أحمد مدرس یزدی.

فی سنّ الـ16، أی بعد إتمامه مرحلة السطح، بدأ بتلقی دروس الخارج(المرحلة العلیا) لدى المرجع الکبیر المرحوم آیة الله العظمى المیلانی، حیث شدّ نبوغه العلمی بعد مدة وجیزة اهتمام المرحوم المیلانی.
استغرقت دراسته هذه سنتین، حیث عزم بعدها على زیارة العتبات المقدسة فی العراق، وأتاحت له تلک الرحلة فرصة حضور دروس معظم جهابذة علماء النجف، حیث ملکت دروس بعضهم لبه مما حدا به إلى البقاء لولا ان اصطدم ذلک بمعارضة والده فرجع إلى إیران.
فی عام 1958م قدِم إلى مدینة قم المقدسة ودخل حوزتها العلمیة لإکمال دراسته الدینیة العالیة فی الفقه والأصول من خلال حضوره دروس کبار الأساتذة فیها من قبیل المرحوم آیة الله العظمى البروجردی والإمام الخمینی والحاج آقا مرتضى الحائری والعلامة الطباطبائی، وقد قضى أثناء ذلک مرحلة دراسیة مفعمة بالنشاط العلمی والفکری. وفی أوج کفاحه ضد نظام الشاه ضمن الطلیعة الامامیة للمجاهدین، وما تبع ذلک من أحداث اعتقال الإمام ونفیه، ألمت بوالده علة فی عینه، وضعته على مفترق طرق، واضطرته إلى مراجعة حساباته فیما یتعلق ببقائه فی قم على الرغم من تعلقه الشدید بهذه المدینة، وقررالالتحاق بأسرته وذلک بسبب حاجة والدیه إلیه، ولیکون فی خدمة والده المریض. ورغم أسف بعض أساتذته ومعارفه لرجوعه، أثبتت الأحداث بوضوح أن الإرادة الإلهیة هیأت له من خلال اجتیازه هذا الاختبار الصّعب وضعاً أفضل بکثیر، وهو ما أشار إلیه سماحته بعد ذلک من أنّ برّه بوالدیه کان وراء کلّ ما حققه من نجاح على الصعید العلمی والجهادی. وفی نفس الوقت الذی کان یبرّ فیه والدیه، واصل سماحته الدراسة بعد رجوعه إلى مدینة مشهد عام 1964م ، حیث حضر دروس المرحوم آیة الله میلانی بعد بضع سنوات من ذلک، کما قام سماحته بتدریس الفقه والأصول لطلبة العلوم الدینیة، وعمد فی نفس الوقت إلى إقامة اجتماعات متعددة وذلک تزامناً مع اشتعال جذوة النضال الإسلامی وحاجة المجتمع الماسة آنذاک إلى استقاء المعارف والعلوم الإسلامیة، وکانت تلک الاجتماعات تعج بطبقات الشعب المختلفة وخصوصاً الشباب والجامعیین، وقد اکتسبت شهرة واسعة بین أوساط المجاهدین فی أنحاء البلاد.

انطلقت الشرارة الأولى لکفاحه السیاسی المعادی لنظام الشاه من خلال دوره النضالی فی حرکة المجاهد الکبیر وشهید المبادئ الإسلامیة المرحوم «نواب صفوی»، وکذلک بعد رحلة الأخیر إلى مشهد عام 1952 وإلقائه الخطابات الثوریة الملهبة للمشاعر هناک. وجاء استشهاد «نواب صفوی» بعد ذلک لیضع تأثیره العمیق فی نفسیة سماحة آیة الله الخامنئی. ومع بدء نهضة الإمام الخمینی دخل سماحة السید الخامنئی ساحة النضال من أوسع أبوابها باعتباره أحد أقرب الموالین للإمام، وکان رائداً فی مجال إرساء القواعد الفکریة وبیان المفاهیم الإسلامیة والثوریة السامیة وکذلک فی مجال النضال العملی. استمر نضاله طیلة 16عاما وقد تخللتها صعوبات جمة من سجن وتعذیب، ولم یأبه خلال هذه المسیرة للأخطار. فی محرم عام 1383هـ وتمثیلاً لأمر الإمام الخمینی، حمل سماحة آیة الله العظمى الخامنئی رسالة من الإمام إلى آیة الله العظمى المیلانی وباقی علماء خراسان یدعوهم فیها إلى ضرورة فضح ممارسات نظام الشاه خلال شهر محرّم الحرام. وبعد إنجاز سماحته لتلک المهمة، واستکمالاً لتنفیذ أمر الإمام الخمینی غادر إلى مدینة «بیرجند» للدعوة هناک، وکشف حقیقة نظام الشاه، حیث أثارت خطاباته الحماسیة التی ألقاها فی مسجد «بیرجند» حول أحداث الـرابع من حزیران 1963م مشاعر سکان المدینة المذکورة وهزّت معقل عَلم «رئیس الوزراء». إلا أنّه تعرض للاعتقال بسببها، وتبع ذلک اعتصام الشعب، بعدها تم نقله إلى مدینة مشهد، إلى أن أطلق سراحه من المعتقل العسکری بعد عشرة أیام من اعتقاله.

عزم سماحة آیة الله العظمى الخامنئی فی رمضان عام 1383هـ (کانون الثانی عام 1963م) على الرحیل إلى جنوب البلاد برفقة عدد من طلبة العلوم الدینیة المجاهدین من مدینة قم، وذلک حسب خطة مدروسة، وکانت مدینة «زاهدان» هی محطتهم، حیث ألقى فیها خطباً حماسیة فضح فیها أسالیب نظام الشاه والذی تزامن مع الذکرى السنویة للإستفتاء الزائف الذی أجری فی 25 کانون الثانی، وقد أدى ذلک إلى اعتقاله من قِبل عملاء الشرطة السرّیة (السافاک) فی 15 رمضان (ذکرى ولادة الإمام الحسن المجتبى-علیه السلام-)، وتمّ نقله جواً إلى العاصمة طهران برفقة اثنین من أفراد الشرطة، حیث قضى شهرین فی سجن «قزل قلعه». أقبل الشباب الثوری المتحمس فی مدینتی مشهد وطهران بشکل ملفت على حضور دروس سماحة آیة الله العظمى الخامنئی فی التفسیر والحدیث والفکر الإسلامی، الأمر الذی أثار حنق جهاز الشرطة السریة(السافاک) وقام بملاحقته، مما اضطره إلى العیش فی طهران متواریاً وذلک فی عام 1966م، لکنه اعتقل من قبل السافاک بعد عام واحد أی فی عام 1967م.

وأدت نشاطاته العلمیة وحلقات الدرس والتنویر الهادف والإصلاحی إلى اعتقاله من قبل جهاز السافاک المرعب فی نظام الشاه فی عام 1970م. فی عام 1969م ارتسمت ملامح الحرکة المسلحة فی إیران بجلاء، وتوصل النظام الدیکتاتوری آنذاک إلى قرائن تشیر إلى ارتباط شخصیات من أمثال سماحته بمثل هذه الحرکة، ممّا دعا النظام المذکور وأجهزته الأمنیة إلى الترکیز على سماحته وتضییق الخناق علیه وبالتالی اعتقاله للمرة الخامسة عام 1971م. وقد دلت بوضوح ممارسات جهاز السافاک الوحشیة فی السجون على مدى القلق الذی کان یشعر به بسبب انضواء الحرکات المسلحة تحت مظلة التیارات الفکریة الإسلامیة، ولم یکن السافاک لیفصل بین نشاطات سماحته الفکریة والدعویة فی مشهد وطهران وبین تلک التیارات. وبعد إطلاق سراحه، بدأت حلقة دروسه السریة العامة فی التفسیر والدروس العقائدیة تتسع وتکبر کان سماحة آیة الله العظمى الخامنئی یُلقی دروسه فی التفسیر والعقائد فی مسجدی «الإمام الحسن ـ علیه السلامـ» و«کرامت» وکذلک فی مدرسة «میرزا جعفر» فی مدینة مشهد المقدسة، وذلک بین عامی 1971 و 1974م، مما جعل هذه الأماکن مراکز استقطاب للجماهیر المتعطشة خصوصاً الشباب الواعی والمثقف والجامعیین وطلاب العلوم الدینیة الثوریین، حیث کانوا ینهلون الفکر الإسلامی الأصیل. وعند منبر سماحته تعلم طلبة العلوم الدینیة درس الحقیقة والنضال، وقاموا بنشر تلک الأفکار النیرة بین أوساط الجماهیر خلال زیاراتهم للمدن المختلفة لأغراض الدعوة، مما مهّد الطریق لتفجیر الثورة الإسلامیة العظیمة. دفعت تلک النشاطات جهاز السافاک إلى شن هجوم وحشی على منزل سماحته، وذلک فی عام 1974م وتم اعتقاله ومصادرة أوراقه وکتاباته. کانت تلک هی المرة السادسة لاعتقاله والأشدّ والأصعب، حیث بقی فی الحبس الانفرادی فی سجن اللجنة المشترکة للشرطة العامة الرهیب حتى خریف عام 1975م. إن معاناة سماحته فی هذا المعتقل لا یتصورها إلا من عایش لحظاتها. بعد إطلاق سراحه عاد سماحته إلى مدینة مشهد وعاود مزاولة نشاطاته العلمیة والثوریة، طبعاً مع حرمانه من عقد حلقات تدریس المعارف وأخیراً لاح فجر النصر وهوت أرکان نظام بهلوی البغیض بفضل القیادة الحکیمة للإمام الخمینی ونضال المخلصین وتضحیات الشعب، وانتصبت أعمدة الثورة الإسلامیة، وقطف سماحة آیة الله العظمى الخامنئی ثمار الانتفاضة والاستبسال والنضال المتمثلة فی انتصار الثورة الإسلامیة، وذلک بعد 15 سنة من الکفاح والجهاد والمقاومة فی سبیل الله، وتحمّله المشاق الجسیمة، وشهد لحظات السقوط المذل لنظام بهلوی المستبد والشریر وبزوغ شمس الإسلام على ربوع إیران. وبعد الانتصار تابع سماحته نفس النشاط والحماس على طریق تحقیق أهداف الثورة الإسلامیة، وهی فی جمیعها نشاطات فریدة وحیویة. تتلخص أهم اقداماته فی إنشاء الحزب الجمهوری الإسلامی بالتعاون مع نخبة من رجال الدین المجاهدین ورفاق دربه من أمثال الشهید بهشتی والشهید باهنر والشیخ هاشمی رفسنجانی والسید موسوی أردبیلی فی آذار من عام 1978م، هذا الإقدام الذی هیأ الفرصة لحضور فعال وتنظیمی للقوى الحلیفة للنظام فی مواجهةالجماعات المعادیة والملحدة. وفیما یلی بعض المناصب التنفیذیة وغیر التنفیذیة التی شغلها سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی فی السنین الأولى لانتصار الثورة الإسلامیة:

1- نائب وزیر الدفاع (1979م).
2- مسؤول قوات حرس الثورة الإسلامیة (1979م).
3- إمام جمعة طهران (1979م).
4- ممثل الإمام الخمینی فی مجلس الدفاع الأعلى (1980م).
5- ممثل الإمام لحلّ المعضلات السیاسیة وغیرها فی محافظة سیستان وبلوجستان (آذار عام 1979م).
6- ممثل مدینة طهران فی مجلس الشورى الإسلامی (1979م).
7- عند اندلاع الحرب المفروضة عام 1980م حصل سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی على إذن من الإمام الخمینی (قدّس سره) للحضور فی جبهات القتال الجنوبیة، رغم المسؤولیات الجسام والمهام الکثیرة التی کان یمارسها، وقد تکررت زیاراته إلى جبهات الحق ضد الباطل حیث کان حضوره یضفی حیویة ونشاطاًً على المقاتلین.
8- تعرض فی 26 حزیران عام 1981م إلى محاولة اغتیال دنیئة فی مسجد «أبی ذر» بمدینة طهران قام بها جماعة المنافقین الضالة، نقل على أثرها إلى مستشفى الأمراض القلبیة، وسط أمواج الحزن والذهول التی عمّت الناس والمسؤولین على السواء، وظل راقداً فی المستشفى بسبب شدة جراحه إلى حین انتخابه لمنصب رئیس الجمهوریة.
9- منصب رئیس الجمهوریة: بعد استشهاد السید رجائی (ثانی رئیس للجمهوریة الإسلامیة فی إیران) رشحت القوى الثوریة سماحة آیة الله العظمى السید الخامنئی لخوض معرکة رئاسة الجمهوریة، وبالفعل فقد حصل على أکثر من 16 ملیوناً صوتاً من مجموع 17 ملیوناً، وأصبح فی عام 1981م ثالث رئیس للجمهوریة الإسلامیة فی إیران وذلک بعد مصادقة الإمام الخمینی على مرسوم تنصیبه، وأعید انتخابه لفترة رئاسیة ثانیة من 1985م – 1989م. واقترنت فترتا رئاسة سماحته بأهمیة خاصة وذلک لأنها سجلت تقلبات مرحلة حساسة وهی الحرب المفروضة، والتحدیات الکبیرة التی کانت تواجهها البلاد آنذاک، وبدء عملیة الإعمار بعد الحرب، وکثیر من الأحداث الخطیرة الأخرى مما جعلها فترة حساسة فی تاریخ الثورة الإسلامیة حاضراً ومستقبلاً. کما شغل سماحة آیة الله العظمى الخامنئی وبأوامر منفصلة من قبل الإمام الخمینی (رضوان الله تعالى علیه) عدة مناصب، منها:
10- رئیس المجلس الأعلى للثورة الثقافیة عام 1981م.
11- رئیس مجلس سیاسات البلاد العلیا عام 1987م.



http://www.leader.ir/langs/ar/index.php?p=bio